تتوالى كوارث الأمطار والسيول على محافظات اليمن لتحصد ضحاياها في مناطق سيطرة الميليشيا.
لم تكن مفاجأة أو مصادفة أن تتعرض تهامة الحديدة وملحان المحويت لكم كبير من الخسائر في الممتلكات والأرواح.
ستكون عكس ذلك لو أن الميليشيا تحلت بأبسط معايير الشعور بالمسئولية التي سفكت دماء الآلاف من أجل الوصول إليها.. ولو أنها عملت مرة واحدة خلال عشر سنوات على صيانة وتحسين مشاريع حجز واستغلال المياه لمصلحة السكان ومنع تحول الأمطار الموسمية من غيث إلى نداءات استغاثة !.
أكثر من مئة قتيل إلى الآن بينما يؤكد مختصي الطقس والإرصاد أن الأمطار ستستمر إلى اليوم الثالث من سبتمبر المقبل وأن الدور قادم على مناطق إب ، تعز ، لحج وشبوة.
بعدها ثمة كارثة أخرى تنتظر اليمنيين نتيجة الامطار والفيضانات والعواصف عبرت منظمة الصحة العالمية والهجرة الدولية عن مخاوف خطورتها الصحية .
أفادت في بيان أن " الجمع بين المياه الراكدة وسوء حالة الصرف الصحي يخلق بيئة خصبة لتكاثر البعوض وهو ما قد يؤدي إلى تفشي الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات مثل الملاريا وحُمى الضنك وقد تؤدي مصادر المياه الملوّثة إلى تفاقم خطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق المياه ووباء الكوليرا الحالي مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية في مجتمع ضعيف بالفعل" .
ترفض ميليشيا الحوثي قراءة مؤشرات غزارة هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه عام بعد عام .
رغم تحذيرات الخبراء بأنه حتى سائلة صنعاء بعرضها وعمقها ستكون في القريب الغائم غير قادرة على استيعاب كمية السيول المتدفقة .
رغم مقترحاتهم للحلول فإنها ظلت تتقارح في إعلامها مفسرة للبسطاء الأمر بأنه دليل إيمانهم وإخلاصهم في إخراج الزكاة ودليل نجاح هيئة الميليشيا في جمع الأموال منهم وتغذية المشروع الطائفي !.
هذا العام عندما تواصل سقوط المطر على الحديدة لأكثر من نصف يوم وجاءت النتيجة المؤلمة.. سارعت الميليشيا للتحرك داخل صنعاء فقط عبر لجنة طوارئ لجمع التبرعات من التجار ورجال الأعمال بينما استغلت قياداتها التجارية المسألة برفع أسعار اللحوم والخضروات والفواكة بحجة أن السيول جرفت جميعها إلى البحر !.
فيضان تهامة الأول من نوعه أثبت أنها ليست منطقة فقيرة ومن المعيب إعلانها منطقة منكوبة والتسول بأسم سكانها ..بل إن تهامة بحاجة إلى غضب شعبي يطهرها من دنس الميليشيا وعبث جرائمها المهددة لحياة الأرض والبشر.
بعيدا عن تحليلات أسباب التغير المناخي ونتائج تغير إتجاه الرياح الغربية قليلا إلى الشمال.
وبعيدا عن شماعة المؤامرة وتوهيمات أنها كوارث مصطنعة تستهدف صمود الشعب وانتصاراته الخنفشارية..ربما لدى اليمني تفسير مغاير فقد علمته التجارب أن هناك علاقة ازدهار بين الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية في بلاده وأماكن استمرار الصراع والاقتتال.