محلي

يا لك من مرعب يا سبتمبر..!!

وسام عبدالقوى

|
قبل 3 ساعة و 55 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما إن يقترب موعد ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، حتى تتحفز جماعة الحوثي الانقلابية، وتتصرف بشكل جنوني، لا ينم عن هلع وتربص وحسب، وإنما أيضا عن دلالة كبيرة على ما يكنه المنتمون لهذه العصابة العنصرية، من عداء وكراهية لذلك المجد السبتمبري الخالد، الذي انتزع اليمنيون فيه حريتهم من قبضة الكهنوت الإمامي البغيض، وهو الشكل البائد للحكم العنصري، الذي كان ولا يزال معادلاً معنوياً للظلم والظلام والجهل والتخلف، والذي يحاول اليوم أن يستعيد نفسه وطاغوته من خلال هذه العصابة الإرهابية المارقة..

منذ بداية انقلابها واستيلائها على السلطة والقوة، ترفع العصابة الإرهابية، من عام لآخر، مستوى تشددها وتحفزها تجاه ذكرى هذه الثورة.. ولا تكتفي بذلك بل تحاول، بمعيته وبكل إمكانياتها، التقليل من شأن ٢٦ سبتمبر ومن إنجازاته.. وإيمانا منها بصعوبة تسويد صفحة هذه الثورة بشكل مباشر وصادم لدى شعب كبير لديه من الإيمان ما يكفي لحمايتها كمنجز تاريخي، كان له الأثر الكلي والمباشر  في انتشال الوطن والشعب من قبضة الكهنوت، فقد انتهجت وتنتهج العصابة أسلوب التشويه والمواجهة بتصعيد متدرج، لتصل في الثلاث أو الأربع السنوات الأخيرة، إلى المواجهة بالقوة والتهديد والوعيد لكل من يرفع شعار هذه الثورة أو يفكر مجرد تفكير في الاحتفاء بها..!!

في الأعوام الأخيرة وصل الأمر حد الاعتقالات التعسفية للآلاف من المواطنين الذين يحتفون بالمناسبة، ونشرت العصابة الانقلابية قواتها الأمنية في كل أجزاء العاصمة صنعاء والمدن الأخرى التي تقع تحت سلطة انقلابها، وذلك بغرض الاعتداء على المحتفلين بستمبر، بل واستبقت الاحتفالات بنشر تلك القوات وبفرق مدنية مسلحة بالعصي الغليظة، بالتزامن مع تحذيرات أمنية، وتعميم تهديدات شديدة اللهجة عبر ناشطيها باستهداف كل من سيحاول الخروج للاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر.. ولا ننسى أنه تم العام الماضي القبض التحفظي على الآلاف من المواطنين قبل المناسبة، بدعوى (الاحتمال فقط) بأنهم سيحتفلون بالثورة..!! ويذكر أن هناك عددا كبيرا لا يزال منذ ذلك قيد الأسر وحتى اليوم..!!

وفي كل عام يرتفع مستوى تخوف الانقلابيين من ذكرى سبتمبر، حد أن التخوفات والإجراءات المعتادة قد بدأت باكرا وبلهجة وأساليب أكثر صرامة ووعيداً هذا العام.. فمنذ أواخر يوليو الفائت بدات العصابة حملات التشويه للثورة، وتهديد وتخوين ليس من سيحتفلون بها فقط، وإنما أيضا بمن قاموا بها وأشعلوها نارا ونورا في وجه سلفهم الكهنوتي البغيض..!! ولا تزال حملات التشويه والتهديد اليوم في تصاعد، يوحي بوضوح، ليس بكراهية الانقلابيين لهذه الثورة وحسب، وإنما بتخوفهم من آثارها رغم مرور ٦٣ عاماً على قيامها..!!

إن أكثر ما في الأمر من إثارة واستدعاء للغرابة والاستغفال، هو أن يصل الأمر إلى التهديد بأحكام الخيانة الوطنية التي يترتب عليها الإعدام..!! في مفارقة عجيبة وغريبة لا تخفى على كل ذي عقل، بحيث يصبح من يحتفي بالثورة التي انتشلت الوطن من الظلام إلى النور ومن الجهل والفقر إلى عصر الدولة المدنية الحديثة، خائنا ويستحق القتل..!! وفي المقابل فإن من أكثر ما يثير حفيظة القيادات والمنتمين إلى هذه العصابة الإرهابية، هو ارتفاع نسبة التفاعل الشعبي العكسي والمضاد مع حملاتهم الهادفة للتشويه والوعيد.. وبالتالي فإن على أولئك المتمردين والانقلابيين أن يدركوا، إن لم يدركوا بعد، أن ثورة سبتمبر التي اقتلعت آباءهم قبل أكثر من ستة عقود، لا تزال قادرة وكفيلة بإعادتهم من جديد إلى كهوف التاريخ، إن لم تقطع دابرهم وتجتثهم نهائيا من الجذور.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية