محلي

ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في إب والحديدة مع نقص تمويل المانحين

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 23 ساعة و 57 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

سلّط الارتفاع الأخير في حالات الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) في محافظتي إب والحديدة الضوء مجددًا على هشاشة نظام الرعاية الصحية في البلاد، بينما يواصل اليمن معاناة واحدة من أطول الأزمات الإنسانية في العالم. 

وشددت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير لها على أن هناك حاجة ملحة لدعم إنساني مستدام، ليتمكن الأشخاص الأكثر تضررًا من تفشي المرض من الحصول على الرعاية في الوقت المناسب.

ولا يعد تفشي الإسهال المائي الحاد في اليمن بالأمر الجديد، ولكنه يزداد تواترًا وشدةً. ويعد ضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في البلاد عاملًا رئيسيًا لانتقال العدوى. 

وتؤدي سيول الأمطار الغزيرة (الفيضانات) والمياه الراكدة خلال موسم الأمطار إلى تفاقم الوضع، ما يرهق البنية التحتية الهشة أصلًا ويلوث مصادر المياه، ما يزيد من خطر انتشار العدوى على نطاق واسع.

وقالت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، ديسما ماينا: "بينما تواصل المنظمة تقديم الرعاية المنقذة للحياة والاستجابة الطارئة لمرضى الإسهال المائي الحاد، يساورنا قلق بالغ إزاء الضغط المتزايد على النظام الصحي اليمني المنهك". وأضافت: "بدون مساعدة إنسانية مستدامة ومتزايدة، ستظل المجتمعات المحلية تواجه عوائق تهدد حياتها في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. وللأسف، ما نشهده، وخاصةً خلال العام الماضي، هو انخفاض حاد في المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن، واتساع الفجوة بين الاحتياجات والخدمات المتاحة".

وفي مدينة القاعدة، تدير منظمة أطباء بلا حدود أحد مركزي علاج الإسهال الوحيدين في محافظة إب، ويمثلان شريان حياة أساسيًا لمرضى الإسهال المائي الحاد. 

ومن أبريل إلى نهاية أغسطس 2025، عالج المركز أكثر من 4705 مرضى، 81% منهم يعانون من جفاف متوسط إلى شديد.

ومع بداية موسم الأمطار في منتصف يوليو، شهدت الحالات زيادة حادة، ما دفع منظمة أطباء بلا حدود إلى زيادة سعة المركز من 50 إلى 100 سرير. وكان متوسط معدل الإشغال يتراوح بين 80 و90 سريرًا يوميًا.

ولتعزيز العلاج المبكر وتقليل خطر حدوث المضاعفات، أنشأت منظمة أطباء بلا حدود أيضًا نقاطًا للإماهة الفموية في ثلاثة مراكز صحية في ثلاث مديريات مختلفة بمحافظة إب، ما يسمح للمرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة ببدء العلاج بالقرب من منازلهم، وتخفيف الضغط على مركز العلاج المركزي.

وفي محافظة الحديدة، تدعم منظمة أطباء بلا حدود مستشفى الزيدية الريفي، الذي يضم الآن مركزًا لعلاج الإسهال بسعة 30 سريرًا. 

كما تدعم المنظمة نقطتين للإماهة الفموية في مديريتي الزيدية والضحي. 

ومن أبريل إلى نهاية أغسطس 2025، عالج المستشفى أكثر من 990 شخصًا يعانون من الإسهال المائي الحاد، ما يعكس العبء المتزايد على الخدمات الصحية المحلية وأهمية الرعاية اللامركزية.

ويعد الحصول على الرعاية الصحية أمرًا بالغ الأهمية، لكن خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لا تقل أهميةً للحد من تفشي المرض. 

ولا يزال النظام الصحي في اليمن يعاني من ضغوط شديدة ونقص في التمويل بعد أكثر من عقد من الصراع وعدم الاستقرار وتخفيضات التمويل. ورغم ضخامة احتياجات السكان، يستمر تراجع الاهتمام العالمي والتمويل.

ومع تزايد حالات الإسهال المائي الحاد، وتسارع وتيرة انتقاله مع موسم الأمطار، تبرز الحاجة إلى إجراءات عاجلة، إذ دعت  أطباء بلا حدود- التي تستجيب للإسهال المائي الحاد في 6 محافظات يمنية- الجهات الفاعلة الإنسانية والمانحين إلى إعطاء الأولوية لليمن، وزيادة التمويل، والاستثمار في حلول مستدامة لتعزيز البنية التحتية الصحية في البلاد.

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية