محلي

المؤتمر الشعبي العام في ذكرى تأسيسه: رمز اليمن المفقود وأمل اليمن المنشود.

وسام عبدالقوي

|
11:31 2024/08/25
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كل ذكرى أو مناسبة تذكرنا بعهد الدولة، تستحق أن يحتفى بها وإن قلبت المواجع نظراً لما يعيشه الوطن في الوقت الراهن من واقع مرير ومن انهيار مؤسف ليس في شكل الدولة والنظام وحسب، وإنما في نفسيات المواطنين ومشاعرهم وحتى انتمائهم، في هذا الحال المحزن.. في كل ذكرى ومناسبة لا بد أن نقهر هذا الواقع بكثير من القوة والثقة في أن هناك أساساً يمكننا أن نبني عليه كل آمالنا وأن ثمة ضوءاً ينتظرنا على جانبي الطريق.. لا بد أن نحتفي لأن هناك فعلاً ما يستحق الاحتفاء، لأن هناك وعوداً بالانتصار ودلالات عليه ما تزال قائمة وفي متناول أيدينا..

سنحتفي بكل ذكرى وطنية لأن مثل هذه الذكريات محفورة كالنقش المسندي في الذاكرة، لنؤكد تحدينا لكل عوامل التعرية والنسيان ، فالأشياء العظيمة سقوف عالية لا يدركها النسيان.. سنحتفل بكل شيء يذكرنا بأننا ما نزال على عهدنا للدولة، للنظام والقانون، للتنمية. للمؤسسات، للإنسان اليمني الذي يقع في موقع الضحية في ما يعانيه الوطن جراء ما يعيشه من فوضى استهدفته باستهداف دولته التي كفلت له حقوقه كاملة، فتسبب الانقلاب الحوثي والتآمر الخارجي في فقدانها كلها تقريباً..

وحين نحتفي بما يمر بنا من ذكريات الدولة، لا بد لنا من أن نضاعف احتفاءنا بما ومن بنى لنا تلك الدولة وجسد معالمها بشكل حقيقي على أرض الواقع، وجعل تحديثها وتطويرها مشروعاً أساساً تقوم عليه وتستند كل مشاريعه وطموحاته وأيضاً وثائقه وشعاراته وعهوده.. ولا بد حين يمر الرابع والعشرون من أغسطس من كل عام أن نرفع مشاعل الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام، هذا الكيان الوطني الكبير الذي يتفرد في نيل الاعتراف بأفضاله في بناء الدولة اليمنية الحديثة من قبل كل اليمنيين دون استثناء، وأقول دون استثناء لأنه لا ينكر فضلاً كهذا إلا حاقد أو بغيض..

ونظراً للأحوال والأحداث التي نتجت عن انقلاب عصابة الحوثي المتمردة والإرهابية، وما تعرض ويتعرض له المؤتمر الشعبي العام منذ العام ٢٠١١م، فلا بد من أن يصاحب الاحتفاء بهذه المناسبة بالتهاني لكل فرد ينتمي لهذا الحزب/الوطن، لأنه ما يزال يزفر ويهتف ويناهض قاصديه ويحمل راية وهم الوطن وليس يتنفس وحسب..!! فالاحتفاء بهذه الذكرى الهامة هو في نفسه نضال كبير من قبل المؤتمر وفعل مقاومة في وجه كل من يستهدفه ويعاديه، بل هو بيان رفض قاطع للاستسلام، وتعبير جهوري عن أن مشروع الدولة الذي انطلق منه وتأسس عليه المؤتمر لا يزال قائما وإن اعترضته العوارض..

إن في بقاء المؤتمر الشعبي العام اليوم على عهده واستمراره في حمل هم الدولة واستعادتها من خاطقيها، إشارة كبيرة ودلالة عظيمة على فعل المقاومة والانتصار لليمن واليمنيين، الذين لم يعرفوا ويشهدوا خير الدولة وقوة حضورها وفاعليتها إلا في ظل قيادته وتحت رايات اهتمامه بالأرض والإنسان ومعاني الولاء والانتماء القائمة بينهما.. إن القوة والصلابة التي ظهر ويظهر بها المؤتمر في عصف هذه الأزمة القاتلة، حد أنه ما يزال يحتفي بذكرى تأسيسه، لمن أقوى الأشياء التي تدفعنا للتفاؤل، ولأن نؤمن بأن الوطن ما يزال بخير وبأنه عائد إلينا لا محالة، فلا يزال المؤتمر، رغم كل الظروف والتحولات المنهكة، رمزاً لوطننا المفقود وسيظل رمزاً لوطننا المنشود.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية