في خريف المليشيا غابت الدولة وذابت مزاعم جماعة الحوثي كقطعة ملحٍ في حفنة ماء، وتحولت نعمة الأمطار إلى كارثة تهدد حياة واستقرار المواطنين في العاصمة صنعاء والكثير من المناطق التي تقع تحت سيطرتها.
غابت دولة المليشيا وكشفت رياح المواسم زيف مزاعمها، لكن دولة الشعب لم تغب وتجلى حضورها في مشروع السائلة الذي مثل طوق نجاة أنقذ مدينة صنعاء وسكانها من الغرق، ووجه صفعة لكل المشككين وأسكت الأصوات الحوثية المنادية باقتلاع أحجار السائلة بحجة أن رصفها يحول دون تغذية المياه الجوفية، وهي الحجة التي قوبلت بسخرية واستهجان المواطنين ورأوا فيها محاولة بائسة لتدمير إنجازات الزعيم صالح وإزالة كل ما يذكر الناس به.
خبراء ومهندسون أكدوا أن مشروع السائلة أنقذ مدينة صنعاء من كارثة محققة بسبب السيول الطوفانية الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تشهدها العاصمة صنعاء واليمن بشكل عام، مشيرين إلى أن السائلة التي تتوسط العاصمة وتمتد من جنوبها إلى شمالها وبطول يزيد عن 30 كيلو متر أصبحت تمثل أسرع مجاري السيول تدفقا في اليمن.
وأشاروا إلى أن التصاميم الهندسية للسائلة عبرت عن الكثير من الرؤى والتوقعات المناخية المستقبلية وأهلتها لاستقبال وتصريف السيول الطوفانية التي تهدد العاصمة صنعاء، منوهين إلى أن تناسق التصميم مع جغرافية وتضاريس منطقة صنعاء تجلى اليوم في قدرة السائلة على استقبال وتصريف أكثر من خمسة سيول طوفانية في اليوم الواحد وتجنيب المدينة من الأضرار.
وأكدوا أن مرور السيل قديما كان يتم ببطء ويستغرق مدة طويلة قد تصل إلى أكثر من 24 ساعة، ما يشير إلى أن تتابع تدفق مثل هذه السيول التي تشهدها صنعاء كان سيحدث طوفانا ويحول المدينة إلى بحيرة.
وأثارت لامبالاة ميليشيا الحوثي وتقاعسها عن إزالة المخلفات من مجاري السيول وعدم تفاعلها مع معاناة المواطنين وتغييبها دور الأجهزة والفرق المعنية بعمليات التدخل والإنقاذ، غضبا شعبيا واسعا، حيث تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى منابر للهجوم على المليشيا وكشف زيف ما يتم التسويق له من انتصارات وانجازات لا مكان لها على أرض الواقع.
وفي الوقت الذي كشفت الأمطار والسيول ورياح المواسم هشاشة المشروع الطائفي الحوثي وارتكازه على تنفيذ مشاريع وأجندات إيرانية تستهدف اليمن واليمنيين، تحوّل مشروع السائلة إلى مفخرة ومزارا ومتنفسا لليمنيين يذكرهم بعهد الإنجازات الكبيرة التي تتقزم أمامها كل مشاريع الكهنوت الحوثي التي لا تجيد غير الهدم والسطو على المال العام.