عندما تشاهد طفلا بعمر العاشرة وشاب لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر يرفعان علم المؤتمر الشعبي العام ويتحدثان عن الزعيم صالح ويدافعان عنه دفاع الابن عن أبيه، يرتفع سقف الأمل لديك وتدرك أن المؤتمر الذي نحتفي بذكرى تأسيسه الـ42 حزب الشعب الذي ولد ليبقى وأنه انجاز اليمن السياسي الذي ستظل تتوارثه الأجيال.
قد يكون الزعيم صالح في نظر معاصريه وكل من عاشوا عهده، رئيساً حكيماً وقائداً فذاً وسياسياً محنكاً، لكنه في نظر من لم يعيشوا عهده اسطورة من أساطير التاريخ وفارساً نبيلاً من فرسان الزمن الجميل الذين يسكنون خيال الباحثين عن المجد ويتطلعون لتحقيق الإنجاز وصنع الغد الأفضل، ويرون في الزعيم صالح القدوة والمثل الأعلى لمسيرتهم في الحياة.
أطفال بعمر الزهور وشباب مسكونين بالأحلام والتطلعات تحاول قوى الظلام إغتيالهم فكرياً ومسخهم ثقافيا ومصادرة حقهم في الحياة وملء عقولهم بالزيف والخرافة وتجنيدهم لخدمة مشروعها الكهنوتي، لكنها ورغم كل ما تبذله تصطدم بجيل يؤكد أن الاساطير لم تمت بعد، وأن فرسان الاساطير ما يزالون يصنعون الحكايات ويتقاسمون معهم الحياة والأيام ويصنعون الأحداث ويسكنون التفاصيل.
غادرنا الزعيم صالح شهيدا مدافعا عن قيم الحرية والعدالة والمساواة، لكنه ما يزال الغائب الأكثر حضوراً، ونراه حياً في عظيم الإنجازات ونجده حزباً ورؤية سياسية ومبادئ وقيم أخلاقية تمنحنا الكثير من اليقين وتدفعنا للسير نحو المستقبل بخطىً ثابتة وتحصننا من الانجرار وراء المشاريع الفكرية والنظريات السياسية الخارجية وتحمينا من السقوط في مستنقع التبعية والارتهان.
في اليمن ولد الزعيم صالح، وفيها شبَّ مواطنا تعلم في سهولها ووديانها معنى حب الوطن ومن جبالها ووعورة تضاريسها استمد القوة والعزيمة والإصرار، ومن بؤس واقعها اقتطف الحلم في التغيير وصنع الغد الأفضل، ومثل صالح ولد المؤتمر كياناً سياسياً شعبياُ استمد رؤاه السياسية والفكرية من إرث اليمن الحضاري وواقع حاضرها وتطلعات أبنائها لتجاوز العثرات والانطلاق نحو البناء والتنمية وتحقيق الازدهار.
الزعيم صالح مواطن وحزب، تاريخ مشرق ورؤية سياسية، اسطورتان تولدان كل يوم، وها هو التاريخ يعيد نفسه ومثلما كان صالح القائد المنقذ الذي اخرج اليمن من زمن الصراعات والانتكاسات السياسية والاقتصادية والثقافية الى زمن الاستقرار والوحدة والحرية والديمقراطية واستقلالية القرار السياسي، ها هو المؤتمر الشعبي العام اليوم يحمل من الرؤى والمبادئ ما يجعله المنقذ الذي يعول عليه اليمنيين إخراج اليمن من مستنقع الصراع والفوضى واستعادة الدولة وإحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار.