محلي

مؤسّسة بحثية أمريكية تشكّك في مزاعم الحوثيين امتلاك صواريخ فرط صوتية

اليمن اليوم - خاص:

|
12:07 2024/09/26
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

قال "Atlantic Council" (المجلس الأطلسي) الأمريكي وهو مؤسّسة متخصّصة بدراسة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية إنه يجب التعامل مع مزاعم الحوثيين الموالين لإيران بشأن امتلاك التكنولوجيا المتقدّمة للصواريخ فرط صوتية "بقدر كبير من الشك".

وأوضح في تقرير نشره أخيراً أنه نظراً للعقوبات الدولية وحظر الأسلحة المفروض على الحوثيين وإيران، فمن المشكوك فيه أن يتمكّن المتمرّدون الحوثيون- أو داعموهم في طهران- من تطوير نظام أقوى بنحو ضعف النظام الذي طوّره الروس، علاوة على ذلك، غالباً ما تبالغ إيران في نجاحاتها العسكرية. 

وفي مثال واحد فقط، ادّعت طهران أنها طورت طائرة مقاتلة شبحية تعرف باسم "قاهر 313" وقد تم الكشف لاحقاً عن أنها نموذج مجسّم غير قادر على الطيران على الأرجح.

وأظهرت الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا فقط قدرات تفوق سرعة الصوت. وأسرع سلاح تفوق سرعة الصوت- صاروخ زركون الروسي- لا يمكنه السفر إلا بسرعات 8 ماخ وبمدى ألف كيلومتر.

وفي الـ 15 من سبتمبر، أطلقت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران صاروخا باليستياً على إسرائيل، وهو أطول هجوم تنفّذه الجماعة على الأراضي الإسرائيلية حتى الآن.  

وأفاد مسؤولون حوثيون لاحقًا أن الصاروخ سافر أكثر من ألفي كيلومتر بسرعة 9 ماخ. وعلاوة على ذلك، ضاعف الحوثيون جهودهم ونشروا مقطع فيديو مدته دقيقتان لإطلاق الصاروخ، المسمّى "فلسطين2".

ولم يتسبّب الصاروخ، الذي سقط في منطقة مفتوحة بالقرب من مطار بن جوريون الدولي، في وقوع إصابات، بل تسبّب في أضرار مادية فقط. 
وفي الساعات التي أعقبت الهجوم، أدلى قادة الحوثيين ببعض الادّعاءات الغريبة بشأن الضربة، بما في ذلك أن السلاح كان صاروخاً فرط صوتي، وهو مصطلح يستخدم للصواريخ القادرة على السفر بسرعة لا تقل عن 5 ماخ، أو خمسة أضعاف سرعة الصوت. 

ولا يثير هذا الادّعاء القلق بسبب السرعات العالية فحسب، فخلافاً للصواريخ الباليستية التقليدية التي تتبع مساراً يمكن التنبّؤ به، يمكن للصواريخ الأسرع من الصوت المناورة أثناء الطيران، ما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الصاروخي اعتراضها.

وأشار التقرير إلى أن صور صاروخ "فلسطين2" الذي يملكه الحوثيون تشبه إلى حد كبير صاروخ "فاتح" الإيراني، وهو أمر منطقي نظراً لتاريخ طهران في تزويد المتمرّدين بالأسلحة ومكوّنات الأسلحة.

ورأى تقرير "المجلس الأطلسي" أنه حتى لو تمكّنت إيران من تطوير قدرات تفوق سرعة الصوت، فمن غير المرجّح أن تنقل مثل هذه الأسلحة إلى الحوثيين. 

فالتكاليف المرتفعة المرتبطة بتطوير هذه الأنظمة والإنتاج الضخم لهذه التكنولوجيا تعني أن مثل هذا السلاح المتقدّم سيكون في نقص وسيُحتفظ به لاستخدام الحرس الثوري الإيراني. وإذا قرّر الحرس الثوري نقل بعض إمداداته المحدودة، فمن غير المرجّح أن تكون الأسلحة مخصّصة للمتمرّدين الحوثيين. 

وعلى الرغم من تلقّي الدعم من النظام لأكثر من عقد من الزمان  فمن المرجّح أن تذهب إلى مجموعة أخرى تخضع لسيطرة النظام بشكل أكثر مباشرة، مثل حزب الله في لبنان. وهو أمر منطقي نظراً لتاريخ طهران في تزويد المتمرّدين بالأسلحة ومكوّنات الأسلحة.

ووفقاً لتقرير "المجلس الأطلسي" فإن مجرّد كون الصاروخ لم يكن أسرع من الصوت لا يعني أنه يجب تجاهل الهجوم. 

وأضاف "في الواقع، هناك ثلاثة تفاصيل حاسمة تجعله نقطة تحول مهمة في هجوم الحوثيين ضد إسرائيل والمصالح الإسرائيلية. أولاً، كان الصاروخ أطول هجوم مسجّل على الأراضي الإسرائيلية من اليمن، حيث قدّرت حتى التقارير غير الحوثية أن الصاروخ طار أكثر من 1900 كيلومتر قبل أن يتحطّم، ما وضع أهدافاً إسرائيلية جديدة في النطاق.

 ثانياً، كان النظام قادراً على تجنّب أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية جزئياً على الأقل، حيث وجدت التقييمات الأولية للقوات الجوية الإسرائيلية أن نظام Arrow الخاص به أصاب الصاروخ، لكنه لم يدمّره بالكامل. أخيراً، من بين أمور أخرى، زعم الحوثيون مراراً وتكراراً أن النظام يستخدم الوقود الصلب، وهو أمر مهم إذا كان صحيحاً لأن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب تستغرق وقتاً أقل في الإعداد والإطلاق من تلك التي تعمل بالوقود السائل، ما يجعل استهدافها أكثر صعوبة بالنسبة للولايات المتحدة والقوات المتحالفة".

وفي مارس، زعم تقرير روسي أن الحوثيين في اليمن يمتلكون صاروخاً فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب وقادر على الوصول إلى سرعات تصل إلى 8 ماخ. كما زعم أن الجماعة المسلّحة تنوي البدء في تصنيع النظام لاستخدامه في الهجمات على الشحن في البحر الأحمر والأراضي الإسرائيلية. 

من جانبه، يزعم الحرس الثوري الإيراني منذ عام 2022 على الأقل أنه طور سلاحاً فرط صوتي قادراً على سرعات تصل إلى 15 ماخ ومدى 1400 كيلومتر. وعلى الرغم من عدم وجود تقارير عن اختبار النسخة الأولى من مثل هذا السلاح، كشف الحرس الثوري الإيراني عن نسخة "مطوّرة" من صاروخه الفائق السرعة "فاتح" بعد أكثر من عام بقليل. حتى أن بعض المصادر زعمت أن إيران أطلقت صواريخ "فاتح" هذه خلال هجومها في 14 أبريل على الأراضي الإسرائيلية وأن الأنظمة تمكّنت من التهرّب من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

ومع تهديد الحوثيين بشنّ هجمات إضافية قبل الذكرى السنوية لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، دعا التقرير الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة الاستعداد لمزيد من الهجمات.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أرسلت طرّادات ومدمّرات إضافية قادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى سرب مقاتلات والمزيد من الدفاعات الصاروخية الباليستية البرية، فإن الجهود الرامية إلى اعتراض الأسلحة الإيرانية ومكوّنات الأسلحة أثناء نقلها إلى الحوثيين تحتاج إلى إعطاء أولوية أكبر. حتى الولايات المتحدة علّقت بأن إيران ترسل كمية "غير مسبوقة" من الأسلحة إلى المتمرّدين. ونظراً لأن هذه الهجمات تعمل على إضفاء الشرعية على مزاعم الحوثيين بأنهم في حالة حرب مع إسرائيل، وتعزيز الدعم المحلي والدولي لهم قبل مفاوضات السلام مع المملكة العربية السعودية، فلا ينبغي أن نتوقّع أن تتوقّف في أي وقت قريب

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية