محلي

السفير أحمد علي ورهانات المرحلة

وسام عبدالقوي

|
قبل 6 ساعة و 42 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يقاس حجم الشخصية السياسية أو القيادية بحجم تأثيرها وحجم التفاعل مع تواجدها وحضورها، ومن فاعلية المواقف منها، وكل شخصية مؤثرة مثلما يكون التفاعل أو الموقف الإيجابي تجاهها حاضراً لا بد في الجانب الآخر من ظهور تفاعل أو موقف مخالف أو سلبي تجاه حضورها.. وفي حين يكون التفاعل الإيجابي هو الطاغي تجاه هذه الشخصية أو تلك، فإن من الطبيعي أن يكون التفاعل أو الموقف السلبي الذي تمثله القلة المخالفة، هو في حد ذاته تعزيز كبير للحضور والقبول..

وهذا الأمر هو ما ينطبق تماما على شخصية السفير أحمد علي عبدالله صالح، الذي ما إن يصدر عنه موقف أو بيان أو حتى تنشر مجرد صورة جديدة له، حتى تشتعل الأرجاء بأصداء ذلك الظهور.. خصوصاً في الظروف الراهنة في اليمن، وتحديداً مع شخصية تحظى باحترام كبير حتى لدى من كانوا في موقف الخصومة السياسية مع الدولة والنظام، في عهد والده الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا إزاء شخصية لها مكانها المهم في الرأي العام، وسيكون لها مكانها الأكثر أهمية فيما هو قادم من أحوال اليمن..

وإذا دققنا الفحص في الأصداء وقراءة الموقف العام من هذه الشخصية، التي قد تحتل رأس الهرم تقريبا في الوقت الراهن بالنسبة للرأي العام، فإن النسبة أو الفئة القليلة التي تتعارض معها، هي إما تلك التي تمثل انقلاب جماعة الحوثي الإرهابية، أو فئة لا تكاد تذكر ممن لا تزال لهم مواقف شخصية أو نفعية تجاه الدولة والنظام، ولم يتعظوا أو يستفيدوا مما أنتجته الكراهيات والمواقف الشخصية من واقع مؤلم وحال يؤسف له، نتيجة لاستهداف الدولة وانهيار قوتها لتسقط ويسقط معها شعب كبير في أيادي العصابات وتحت رحمة المليشيات..

وعلى الرغم من هذه المواقف، إلا أنها تظل في حساب أو كم النزر اليسير، مقارنة مع الشعبية والاحترام الكبيرين اللذين يحضى بهما السفير في قلوب أبناء الشعب.. وهو حضور تثبته اليوم الأصداء الكبيرة من ناحية الكم، ومحتوى تلك الأصداء والذي يذهب في الغالب باتجاه الإيجاب والاحترام لشخصية أحمد علي عبدالله صالح..

وسواء أكان ذلك الاحترام والموقف ناتجاً عن الحضور الشخصي للسفير أحمد علي ومواقفه وممارساته وأدواره الشخصية، أو باعتباره ابناً لزعيم يمني عظيم يفتقده اليوم السواد الأعظم من أبناء الشعب، فإنه يظل موقفاً إيجابياً يكاد يحصد الإجماع لو استبعدنا جانب الطرف الآخر، ومن يمثلون الانقلابيين الحوثيين الذين لا تزال أياديهم الغادرة مخضبة بدماء والده الزكية.. وهذا الحضور الكبير والقبول الأكبر في اعتقادي لا تكاد تحضى به شخصية سياسية أو قيادية في الوقت الحالي والظروف الراهنة..

بل أن المثير للانتباه اليوم هو أن بقاء هذه الشخصية القيادية وحضورها، كما تعكس وتؤكد الأصداء، من أكثر الأشياء التي لا تزال ترمي إلى منتصف الساحة قدراً لا بأس به من التفاؤل، والرهان على استعادة اليمن من كل هذا الضجيج وانتشاله من هذه الفوضى واستدراكه من قعر الجحيم الذي يعانيه اليوم، وذلك بالتخلص من مليشيا الانقلاب الحوثي وغيرها من المليشيات والتشكيلات والجماعات التي تعيث فسادا وإرهابا وفوضى على حساب أمن وسلامة ما يقارب أربعين مليون مواطن يمني ومواطنة يمنية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية