محلي

صنعاء رابع أكثر مدن العالم هشاشة في 2025

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 3 ساعة و 23 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

صنّف مؤشر الهشاشة العالمي لعام 2025 الصادر أخيرًا عن "المعهد العالمي للقدرة الوطنية" (GINC)، العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية منذ سبتمبر عام 2014، رابع أكثر مدن العالم هشاشة بعد غزة وبورت أو برنس (عاصمة هايتي) والعاصمة السودانية الخرطوم، وتليها في المرتبة الخامسة العاصمة الصومالية مقديشو.

وأوضح المؤشر أن صنعاء وبورت أو برنس والخرطوم تأتي في المراكز العليا بسبب الانهيار الكامل أو شبه الكامل لوظائف الدولة والأمن والحياة الاقتصادية.

وتقيّم كل مدينة وفقًا لخمسة أبعاد: الأمن والصراع، والحوكمة والاستقرار السياسي، والاستقرار الاقتصادي، والهشاشة الاجتماعية، والضعف البيئي والمناخي. 

ويستند التصنيف إلى بيانات متاحة للعامة، ورصد الأزمات العالمية، وتحليلات الخبراء.

وسجلت صنعاء التي يزيد عدد سكانها على 3.5 مليون نسمة 9 درجات من 10 كمتوسط في المؤشرات الخمسة الرئيسية التي شملت 50 مدينة في التصنيف الذي كشف عن المدن الأكثر عرضة للخطر في جميع أنحاء العالم، والذي سلّط الضوء على المراكز الحضرية حيث تتلاقى الضغوط الاقتصادية والبيئية والحوكمة لتهديد الاستقرار والمرونة.

وتحتل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مكانةً بارزةً في النصف الأعلى من المؤشر، حيث تشهد مدن مثل صنعاء، ودمشق، وطرابلس (ليبيا)، وبيروت انهيارًا سياسيًا مطولًا، أو انهيارًا اقتصاديًا، أو صراعًا بالوكالة. وغالبًا ما تفتقر هذه المدن إلى حكومات مركزية فاعلة، وتعاني من مشاكل في تقديم الخدمات الأساسية، والنزوح، والتشرذم الاجتماعي. وبعد أكثر من 10 سنوات من الحرب التي أشعلها الحوثيون، يقف اليمن مرة أخرى على شفا كارثة إنسانية، حيث يعتبر البلد الثالث على مستوى العالم من حيث انعدام الأمن الغذائي.

وتشير الهشاشة الحضرية إلى تأثر المدن بمجموعة من الصدمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تثقل كاهل قدرتها على الاستجابة والتكيف والتعافي. 

ويعرّف التقييم المدينة الهشة بأنها هي تلك التي يكون فيها العقد الاجتماعي بين الحكومات والمواطنين مجهدًا أو منكسرًا، حيث تعجز المؤسسات العامة عن توفير الأمان، وتقديم الخدمات الأساسية، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. 

وفي هذه المدن، يكون البقاء اليومي غير مؤكد، وتكون المرونة طويلة الأمد بعيدة المنال.

وتعكس الأبعاد الأساسية الخمسة الضغوط الهيكلية والظرفية التي تقوّض مرونة المدن، وهي ضغوط تؤدي، إن لم تعالج، إلى تآكل النظام العام والتماسك الاجتماعي والأمن الإنساني الأساسي.

 وبينما يمكن أن تظهر الهشاشة بأشكال متعددة، من عنف العصابات المزمن إلى الانهيار الاقتصادي أو الكوارث المناخية، توفر هذه الأبعاد الخمسة إطارًا شاملًا لمقارنة المدن حول العالم على نطاق مشترك.

ويجسّد كل مجال محورًا مميزًا من الضغوط، من خطر العنف وعدم الاستقرار السياسي إلى الهشاشة الاقتصادية، والانهيار الاجتماعي، والمخاطر المرتبطة بالمناخ. 

وفي عام 2025، لم تعد الهشاشة مقتصرة على مناطق الحرب، بل تشمل الآن المدن الكبرى التي تعاني من ضغوط الكوارث البيئية، والانهيار الاقتصادي، والعنف الإجرامي. 

ويؤكد التصنيف أن هذا المؤشر "ليس هدفه وصم هذه المدن بل تسليط الضوء على المخاطر التي تواجهها، وتسليط الضوء على الديناميكيات الأساسية للهشاشة، وإبلاغ استراتيجيات التعافي والمرونة".

ويكشف مؤشر المدن الهشة لعام 2025 عن تركيزات إقليمية مميزة للضعف، تتشكل بفعل عوامل متقاطعة كالصراع المسلح، وإخفاقات الحوكمة، والضغوط الاقتصادية، والتعرض البيئي. 

وبينما تعدّ الهشاشة ظاهرة عالمية، تتفاوت أنواعها ودوافعها بشكل كبير بين المناطق، ما يعكس السياقات السياسية والتنموية الكامنة.

ووفقًا للمؤشر "تبرز بيروت كانهيار للدخل المتوسط، حيث تنبع الهشاشة من الانهيار الاقتصادي وفشل الدولة، وليس من الحرب". 

وفي الوقت نفسه، يتزايد الضغط البيئي بشكل حاد في مدن شمال أفريقيا، مثل القاهرة والدار البيضاء، حيث تتقاطع ندرة المياه والحرارة وتلوث الهواء مع ضغوط الحوكمة وعدم المساواة الحضرية.

و"المعهد العالمي للقدرة الوطنية" هو مختبر بيانات ومركز أبحاث رائد يقدم تصنيفات متعمقة للقدرات وتقييمات وطنية لأكثر من 170 دولة. وتتمثل مهمته في توفير تصنيفات وأبحاث عالية الجودة ومستقلة تدعم اتخاذ القرارات بشكل أفضل من قبل صناع السياسات والمستثمرين والمؤسسات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.
 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية